بـــــــــــر الوالديــــــــــــن.!!

بسم الله الرحمن الرحيم.　

,

قال الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

{ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا)

صدق الله العظيم

النساء 36

{بـــــــــر الـــوالديـــــــن}　

وقال : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفِّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما, واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا, ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا.

الإسراء23

لماذا ذكر الله تعالى الإحسان للوالدين بعد الأمر بعبادته وحده لا شريك له؟
هل لأهمية الوالدين بعد توحيد الله تعالى أم للتحذير من أمرٍ خطير خفي يخفى على الكثير من الناس؟؟؟

لقد وضع الله سبحانه وتعالى للناس ضوابط شرعية للتعامل فيما بينهم, ومن هذه الضوابط علاقة الفرد بوالديه والتي هي مبنية على أسس واضحة المعالم وضوح النور للعين وهي أن الطاعة الله وحده بأن تكون عبداً طائعاً له وحده ومن ثم الإحسان لهم بمنظار رضا الحق سبحانه وتعالى وليس العكس.وهنا تكمن الاهمية
..

وأما قوله تعالى: { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا }.فهذا يعني: بأن عبادة الله ( ليس المناسك فقط بل حالة الطاعة العامة لله تعالى)مقدمة على كل من وجب علينا إطاعته, وكل من وجب علينا إطاعته فالقصد منه هو: إطاعة الله في أمره بمعنى أننا نطيع الله فيهم ولا نسترضي الله بهم فهذا من الشرك

.

والقصد من قوله: { ولا تشركوا به شيئا }. أي أن النهي في هذا الخطاب عن الإشراك جاء من أجل الحماية الوقائية لكي لا تشوب عبوديتنا لله وحده شائبة, وأن نفي الإشراك هنا ليس هو بأن تعبد الله ولا تعبد صنما, لأن من يعبد الله لا يعبد صنما. ومن يعبد صنما فإنه في الحقيقة لا يعبده ولكنه يتعبد به ليقربه ذاك الصنم إلى الله لقوله تعالى: { ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفّار }.الزمر3

فعبادة الأولياء هنا هي طاعتهم من دون الله تعالى...فتكون عبداً لهم...

وقولـه أيضاً: { وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عند الله زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغر فات آمنون }.سبأ 37

فالتقرب إلى الله بالذي من دونه يوقع الإنسان في شراك البعد والإشراك ,وطاعة المرء لغير الله ولو للوالدين لا تنفعه لو كان صالحاً إذا كانت بغير مرضات الله لقوله تعالى: { لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير

الممتحنة 3

وصلة الأرحام تنتفي بين الأقرباء عندما يتعارض الإيمان مع الكفر كما حدث مع نوح عليه السلام لقوله تعالى: { ونادى نوح ربه فقال إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين, قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين }.نوح46

وقولـه أيضاً: { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدةٍَ وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم }. [التوبة 114

أي: أنه لم ينتفع ولد نوح من أبيه ولم ينتفع والد إبراهيم من ابنه وذلك لتعارض مواقفهم مع الإيمان وماتوا وهم كافرون
.
وكذلك من ناحية أخرى فإن إطاعة المرء لوالديه لا تنفعه إذا كان هو في حالة المعصية لله, لأن الله لا يتقبل الطاعة إلا من المتقين, ولأن الطاعة هنا أيضاً لوالديه هي بمنظور الدنيا وليست لمرضاة الله
.
ولو عكسنا الأمر هنا وتساءلنا: بأنه إذا كان الوالدين أو أحدهما عاصياً لله فكيف نطيعه بما لا يرضي الله مع أن طاعة الله ومرضاته مقدمة على طاعة الوالدين ورضاهم لقوله تعالى:{ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون }. لقمان 15

فالله سبحانه وتعالى لم يأمرنا بإطاعة الوالدين بالمطلق ولا حتى بالعبارة بأنه يجب عليكم إطاعتهم, ولكن البيان القرآني أشار إلينا أن الطاعة للوالدين إنما هي بعكس ما نهانا الله عنه أي: بأنه يجب عليكم أن لا تطيعوهم وهم في حالة المعصية, وهذا النهي هو من الله تعالى وتحذيراً لنا من إطاعتهم, و أن التحذير هنا من الأمور التي ما ليس لك به علم فكيف بالذي لك به علم, إذاً فالطاعة مرهونة بطاعة الله ومرضاته
.
والحكم البياني في هذه الآية هو: بأن كل شيء يصدر عن الخلق وتكون الطاعة لهم بما لا يرضي الله ويكون القصد من إطاعتك لهم هو رضا الله فهو شرك
.
فلا تتقربوا إلى الله وتقولوا بأن طاعة الوالدين واجبة وأنتم تطيعوهم لغير مرضاة الله وتقولوا أن طاعة الأب من طاعة الرب فهذا كذب ونفاق
.

قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء من دون الله إن استحبوا الكفر عن الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون, قل إن كان آباءكم وأبناءكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين }.التوبة 23

فكيف نوالي من استحب الكفر..؟ وكيف نطيع من استحل الحرام والمعاصي..؟ وكيف نودّ من جهر بمعاداته لله ورسوله
.

انظروا إلى واقع حال المسلمين اليوم ماذا يجري, وكيف أن الوالدين يمارسان أبشع الأنظمة الديكتاتورية والعنصرية بين الأولاد على قاعدة من يخرج عن الطاعة يقطع عنه الإمداد ومساعدته بتأمين مستقبله, وربما يلجأ إلى طرده من المنزل أو حرمانه من الميراث..نعم إن كل هذا الأفعال تحصل في بيوت المسلمين اليوم, فالوالد يتصرف وكأنه بالنيابة عن ربه بأنه من خرج عن طاعته فقد خرج عن طاعة الله, والأم تتصرف كذلك بحسب ما قيل لها بأن " الجنة تحت أقدام الأمهات "وهذا الكلام غير صحيح, فالجنة تحت أقدام كل صالح فإذا كانت الأم صالحة فلا بأس من ذلك بما أنها لا تعصي الله في خلقه, وأما إذا كانت غير ذلك فجهنم بإطاعتها, وللأسف أن واقع المسلمين اليوم بعيد كل البعد عن التعامل على أساس الصلاح, ترى الأم تتصرف بأنانيتها بدافع حب التملك والامتلاك, ولعلكم تنظروا كم من البيوت قد خرّبت من جرّاء هذه الأنانية وحب الامتلاك, والوالد يتصرف بالمال الذي معه وكأنه ملكه وحده فقط, و نسي أو تناسى بأن الله قد تكفل برزق كل من هو عليه نفقته بدليل قوله تعالى: { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خِطْأً كبيرا }.الإسراء31

إنه يتصرف و يشرّع لنفسه كيف يشاء, أما علم هذا بأنه عندما يشرّع ويعطي أحدا من الأولاد دون الآخر فكأنه يقول بفعلته هذه بأنه هو أعلم من الله بمن يستحق ومن لا يستحق بخلاف ما شرّعه الله في كتابه
.

والله يقول: { قل أتعلّمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم }. الحجرات26

والأدهى من ذلك هو عندما يذهب أحدهم إلى رجال الدين ليعطوه غطاءً لفعلته هذه ترى البعض من هؤلاء يفتي له بأنه لا بأس عليك بأن تعطي من تراه يستحق العطاء على أن لا تعتبره من الميراث
.
والأكثر اجحاداً بنعمة الله وكفرا بأنه راح يفضّل الذكر عن الأنثى بالعطاء بحجة أن ابنه الذكر هو الذي يعمل ويتعب فليس من العدل أن أساوي بينهما
.
ومن ناحية أخرى لعلنا ترى الأولاد اليوم كيف أنهم يحاولون جاهدين استرضاء أبويهم طمعا بالعطاء والمكاسب ويتنافسون ما بينهم من أجل هذا تارة وتارة أخرى خوفا من القطيعة والحرمان, والأدهى من ذلك أنهم يضعون ذلك كله في قالب طاعة الوالدين
.

أقول: لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإحسان للوالدين نعم.. هذا

صحيح ولكن هذا يجب أن يكون من خلال طاعة الله وبما يرضيه.. نعم وأمرنا الله سبحانه وتعالى بأن لا نقول لهما أفّ ولا ننهرهما ونقول لهما قولا كريما..إلا أن في المقابل كذلك أمرنا الله أن لا نطيعهما بما لا يرضي الله وهم يعصون الله

..

نعم..

نطيع الله ونحسن إليهما.. نطيع الله ولا نطيعهم بما لا يرضي الله.. نطيع الله ولا نسيء إليهما ولو أنهم يسيئون لأنفسهم بمعصية الله فينا

..

نطيع الله فيهم لمرضاة الله وليس طمعاً برضاهم

..

فإذا رضي الله رضّا الخلق كلهم, ولو سخط الخلق كلهم لا يهم مادام الله راضياً. فإن صح منك الودّ فالكل هيّن

..

,,,,,

,,,,,,,,

اللهم وفقنا الى ما تحبه وترضاه

آمــــــــــــــــــــــــــــــــــين

يارب العالمــــــــــــــــــــــــــين

,

يعطيك الف الف عافيه

موضوع رااائع

وجهود أروع

ننتظر مزيدكم

بشوووق

" محبوب "

اسعدنى مروركــــــ ; وردك ; بارك الله فيك .

اتمنى لك التوفيق .

كل احترام.

samy

مـحـبــوب VIP الجنس : تاريخ التسجيل : 27/06/2011

دومت لنا ودام عطائك
لكـ جزيل الشكر
مبدع
ريموو

اشكرك
اخ سامي على مواضيعك
الجميلة دوووووم يا ربي
تحيـــــ الك ـــــاتي

اهلا بيكم

"REMAS"

"جريح الزمان"

كل الشكر على تواجدكم .

الله ما يحرمنا منكم ولكم منى أرق تحياتى ..

SAMY