قطع اصبعه وبعد إفاقته ماذا تذكر ؟

نسمع عن قصص البر والعقوق فنفرح بالبر ونبكي للعقوق. بطل قصتي لهذا اليوم ابن بار بوالدته حتى بعد مماتها , من قصة بره تتعلم الأجيال. " نائل " شاب عشريني، يعمل في أحد المصانع, تعرض لحادث أثناء عمله، قطع إبهامه الأيمن, ونقل على إثره للمستشفى, ونصحهم طبيب بالمستشفى أن يذهبوا ليبحثوا عن الابهام المقطوع, فلربما بعملية جراحي , يعاد الشريان الى مكانه, فأخذ ذويه بالبحث عن الابهام المقطوع لمدة ساعات ' ليجدوه في رف ملقى فوق احدى الرفوف في المصنع. ثم يشاء الله أن يركب هذا الابهام بعد عملية استمرت ساعات، ولما استيقظ من العملية الجراحية نادى على التي كانت أمه في جوف الليل في مشفى يعج بالمرضى والمراجعين
فنادى الأطباء: من أمه, يريد أمه فقالوا: توفيت أمه منذ خمسة عشر عاما
فقالوا له : خمسة عشر عاما وتفتؤ تذكر أمك. قال " : وكيف لا أذكرها وما نسيتها يوما
قالوا : وكم كان عمرك حين وفاتها. قال : خمسة أعوام. فقالوا : كنت طفلا وتذكرها
قال : وشكلها وحنانها لا يغيب عني. قالوا : أختك الأكبر سنا تبكي على حالك منذ الفجر, أفلا تعوضك عن أمك.
قال : لا فهي أختي وإن بكت, يا ليت أمي تعود لحظة فتضمني , يا ليتها اللحظة موجودة فأبرها في عز ألمي, وأخذ يرفع كفاه ويدعو لها بالرحمة بدعاء طيب أبكى الحاضرين، عندها , قالت أحدى الممرضات : الآن علمت سبب نجاح عمليته .؟
هذا هو نائل ما نسي أمه لحظة ألمه ولم ينسها ابدا في كل حياته.
بر الأمهات من شاب لا يكاد يذكر ملامح أمه الا قليلا.

هنيئا لكل بار بوالديه أحياءا وأمواتا .

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: إن أمي بلغها الكبر وهي عندي الآن أحملها على ظهري وأطعمها من كسبي وأميط عنها الأذى بيدي , وأصرف عنها مع ذلك وجهي استحياءً منها وإعظاماً لها.
هل أكون بذلك كافأتها؟ قال النبي: لا, فإن بطنها كان لك وعاءً وثديها كان لك سقاءً وقدمها كانت لك حذاءً ويدها كانت لك وقاءً وحِجرها لك حِواءً, كانت تصنع لك ذلك وهي تتمنى حياتك, وأنت تصنع بها ذلك وأنت تتمنى موتها."
مهما فعلت للأم فلن توفيها قدرها, ومن ظن أن بر الوالدين ينتهي بموت والديه فهو مخطئ فبرهما مطلوب وحتى مع آخر نفس .