الشفاعة : ليس انكارا للسنة

بسم الله الرحمن الرحيم

تحيةطيبة:

نتعرف معا مفهوم أن الشفاعة ليست انكارا للسنة

من قول الحكماء والاحاديث الشريفة:

وعن رواه الاحاديث واجماعهم علي ان:

النبي عليه الصلاه والسلام قد نهي عن تدوين الاحاديث وجاء هذا النهي في اكثر من حديث لابي هريره وعبدالله بن عمر وزيد بن ثابت وابي سعيد الخدري وعبدالله بن مسعود وغيرهم‏..‏ وفي كلمات ابي هريره‏..‏ يقول في قطعيه لا تقبل اللبس‏..‏ خرج علينا الرسول ونحن نكتب احاديثه فقال ما هذا الذي تكتبون‏..‏ قلنا احاديث‏..‏ قلنا احاديث نسمعها منك يارسول الله‏..‏ قال‏..‏ اكتاب غير كتاب الله‏..‏ يقول ابو هريره فجمعنا ماكتبناه واحرقناه بالنار‏.‏
وابو هريره نفسه هو الذي قال في حديث اخر بلغ رسول الله ان اناسا قد كتبوا احاديثه فصعد المنبر وقال‏..‏ ما هذه الكتب التي بلغني انكم قد كتبتم‏..‏ انما انا بشر فمن كان عنده شييئ منها فليات بها‏..‏ يقول ابو هريره‏...‏ فجمعنا ما كتبناه واحرقناه بالنار‏.‏
وهو نفسه صاحب الحديث المتفق علي تواتره لاتكتبوا عني غير القران ومن كتب عني غير القران فليمحه وفي روايه لابي سعيد الخدري قال‏..‏ استاذنت رسول الله عليه الصلاه والسلام ان اكتب حديثه فابي ان ياذن لي‏..‏
اما عبد الله بن عمر فقال‏..‏ خرج علينا رسول الله عليه الصلاه والسلام يوما كالمودع وقال‏..‏

اذا ذهب بي فعليكم بعدي بكتاب الله احلوا حلاله وحرمواحرامه‏(‏ انظر مسند بن حنبل‏).‏
وابو بكر اول الراشدين روت عنه ابنته عائشه جمع ابي الحديث عن رسول الله وكان خمسمائه حديث فبات ليله يتقلب كثيرا فلما اصبح قال‏.‏ اي بنيه هلمي بالاحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار واحرقها‏(‏ انظر الذهبي تذكره الحفاظ ج‏1‏ ص‏5).‏
اما ثاني الراشدين عمر بن الخطاب‏..‏ فقد صعد المنبر وقال‏...‏ ايها الناس بلغني انه قد ظهرت في ايديكم كتب فاحبها الي احسنها واقومها فلا يبقي احد عنده كتاب الا اتاني به فاري رايي فيه فظن الناس الذين كتبوا عن رسول الله عليه الصلاه والسلام انه يريد ان ينظر فيها فاتوه بكتبهم فجمعها واحرقها‏..‏ وقال‏..‏ اهي امنيه كامنيه اهل الكتاب‏..‏ ثم كتب الي الامصار من كان عنده من السنه شيئ فليتلفه‏(‏ انظر ابن حزم ـ الاحكام ج‏2‏ ص‏139).‏
وكان خوف عمر ان يحدث ما حدث لاهل الكتاب من تاليه الانبياء وتقديس كلامهم فيتحول مع الوقت الي وحي له شان الوحي الالهي وكهنوت كما حدث في الاديان الاخري‏..‏

ثم كان الخوف الاكبر من الاحاديث الموضوعه والمدسوسه والاسرائيليات‏..‏ وليس ادل علي هذا الخوف من ان البخاري لم يدون من ربعمائه الف حديث جمعها الا اربعه الاف حديث فقط وهو نفس الخوف الذي كان في قلب ابي حنيفه الذي لم يصح عنده سوي سبعه عشر حديثا من مئات الالوف‏.‏
واذا كان هذا الشك والخوف عند الاكابر‏...‏ فان من الطبيعي ان يكون عندنا اضعاف هذا الخوف والا نقبل من الاحاديث ما ناقض القران الكريم ليس انكارا للسنه ولكن غيره علي السنه وخوفا عليها من الوضاعين والمتقولين الذين قولوا الرسول عليه الصلاه والسلام ما لم يقل‏..‏ انما نحرص علي تنقيه السنه من كل دخيل عليها‏.‏
وفي سوره الاعراف الايه‏185‏ يقول رب العزه والجلال عن قرانه فباي حديث بعده يومنون‏.‏
وحرص النبي عليه الصلاه والسلام علي احراق كل ما كان يكتب من احاديثه باعتراف ابي هريره نفسه واعتراف الاكابر من رواه الاحاديث‏..‏ وما فعل ابو بكر وعمر باحراق ماوصل الي ايديهم من احاديث الرسول هو اكبر دليل علي استنكار النبي وخشيته وخوفه من ان تتحول هذه الكتابات الي متاهه من التقولات والاختلافات وما نكتبه الان هو السنه بعينها وليس انكار السنه‏..‏ انما نخاف ما كان يخافه رسول الله ونخشي ما كان يخشاه‏.‏
وفي سوره الاعراف ايضا الايات‏3,2‏
اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون
ولاشك ان الحجيه العليا تكون للقران دائما خاصه في الامور الغيبيه التي لا يعلمها الا هو ولا يرتفع الي مستوي هذه الحجيه حديث ولا يدانيها مقال فالغيب من شان الله وحده‏.‏
فاذا كانت ايات القران قد نفت الشفاعه في اكثر من مكان فنحن نقف مع القران ونري ان هذا هو الاسلم‏..‏ وهذه هي السنه التي يحبها ويرضاها مولانا رسول الله‏..‏ يقول القران في محكم اياته‏.‏
يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي يوم لابيع فيه ولا خله ولا شفاعه‏.‏

وفي سوره السجده

الله الذي خلق السموات والارض وما بينهما في سته ايام ثم استوي علي العرش ما لكم من دونه من ولي ولاشفيع‏(‏ وهو نفي قطعي لاي نوع من ولي او شفيع‏).‏
والله يربط هذا الامر باسمه الجلالي‏..‏ الله الذي خلق السماوات والارض ومابينهما‏.‏
ثم من بعد ذلك يربط ايات الشفاعه بالاذن فلا حق لشافع ان يشفع بدون اذن منه سبحانه‏.‏

مامن شفيع الا من بعد اذنه‏..‏ فهي شفاعه مشروطه وليست مطلقه‏.‏
مثل هذه الايات المحكمه كانت لابد ان تودي بنا الي وقفه حذر وتامل‏..‏ وقد وقفها معي الشيخ المراغي شيخ الازهر السابق والشيخ محمد عبده وشيخ الاسلام ابن تيميه‏..‏ والاكابر من السلف الذين احبوا القران واحبوا السنه‏..‏ ووقفها معي كل ذي عقل وكل حريص علي دينه وقالوا‏..‏ لابد ان تفهم الشفاعه التي وردت في القران علي غيرما نفهم من شفاعات الدنيا‏..‏ فقال بعضهم هي دعاء يدعوه الرسول عليه الصلاه والسلام ليخفف الله علي الناس من اهوال المحشر‏..‏ وقال البعض الاخر هي مقيده بالاذن الالهي‏..‏ والاذن سيكون للشافع وللمشفوع فيه ولموضوع الشفاعه‏..‏ وقال البعض ان الامر بالعقاب او بالعفو قد صدر علي العباد منذ الازل وانتهي الامر‏..‏ وما الشفاعه الا تكريم للشافع واعلان لوجاهته عند الله‏..‏ ولا احد يملك ان يغير من امر الله شيئا فاهل النار هم اهلها منذ ان ولدوا‏.‏
وما يحدث في يوم القيامه غيب‏..‏ فكيف يجوز الاختلاف والتراشق بالتهم في غيب‏!!.‏
ولكن هواه الشجار مازالوا يتشاجرون ويقذفون بالتهم بلا مناسبه‏..‏ فنحن خوارج ونحن منكرون للسنه ونحن مثيرون للفتنه‏..‏ واتهمنا المسرفون بالكفر ونحن ماكفرنا ولا خطر لنا الكفر علي بال‏..‏ بل كنا اهل شغف بالقران واهل تعلق باياته اكثر منهم‏..‏ وكيف يصبح البحث والتدبر والتامل في ايات الله كفرا‏.‏
ونحن ما انكرنا سنه وما اثرنا فتنه وما خرجنا علي اجماع‏..‏ وانما كانت لنا وقفه امام اشكاليه‏..‏ والاشكاليه حقيقيه وليست مفتعله‏..‏ وهي مثار خلاف من قديم ونفكر معا في الموضوع‏..‏

ونتحاور في هدوء‏..‏

كيف تصور المسلمون ان للمجرمين تبعهم استثنائات في الاخره وان القاتل المسلم لن يدخل النار ولن يخلد فيها‏..‏ والقران يقول في محكم اياته ومن يعصي الله ورسوله ويتعد حدوده يدخل نارا خالدا فيها وله عذاب مهين‏14‏ ـ النسائ ويقول القران ومن يقتل مومنا متعمدا فجزاوه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما‏93‏ ـ النسائ‏..‏ والظالمون فيهم المسلمون وغير المسلمين ما للظالمين من حميم ولاشفيع يطاع‏18‏ ـ غافر‏.‏
لاشفاعه لظالم‏..‏ والجبارون والطغاه الذين عذبوا الناس واضطهدوهم وقتلوهم بطول التاريخ هم واطقم النفاق التي كانت تعاونهم في الدرك الاسفل من النار‏.‏
ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا‏..‏ لانصره لهولاء الناس ولاشفاعه وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم‏68‏ ـ التوبه‏.‏
المنافقون مع الكفار في الدرجه والمنافقون هم المسلمون الذين يقولون لا اله الا الله في الظاهر ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا‏140‏ ـ النسائ‏.‏
لا استثناء للمنافقين المسلمين فهم مع الكفار في الدرجه لان اسلامهم اسلام لسان لا اسلام قلب‏.‏
لامجاملات ولا شفاعات ولا وساطات‏..‏ العداله قاطعه كالسيف وهذا هو اليوم الذي يشيب لهوله الولدان‏.‏
هل اخطانا ام عند اصحابنا الرافضين قران غير القران الذي بين ايدينا
افيدونا افادكم الله فنحن مثلكم في حاجه الي قشه نتعلق بها في ذلك اليوم‏.‏
وكيف الحال باحاديث كتبت وجمعت بعد موت صاحبها بمائه سنه ومائتي سنه في عصر القصور والسلاطين حينما كان كل شيئ يكتب ويدون لارضاء الحكام‏..‏ واين حجيه هذه الاحاديث من حجيه قران كتب فور نزوله باملاء من جبريل كبير الملائكه وبحفظ من الله القدير‏.‏
وما الحال اذا خالف الحديث صحيح القران وناقضت المرويات محكم الايات في قضايا الغيب التي لا يعلمها الا عالم الغيب وحده‏.‏
كيف لانتوقف وياخذنا الخوف والرهبه والحذر ونتردد الف مره في المصادقه علي ما نقرا ولو فعلنا غير ذلك لاتهمنا انفسنا بعدم الاخلاص‏.‏
اني لاتمني من القلب ان تكونوا صادقين في دعواكم‏.‏
ولكن الاماني لاتنفع في ذلك اليوم‏.‏
والمعاناه بحثا عن الحقيقه افضل‏..‏ وهذا هو الدين الذي افهمه‏..‏ وهذه هي السنه الواجبه علي كل مسلم‏

وسلام الله على من اتبع الهدى ورحمته وبركاته

;

سامى شكرا ليك على المجهود المبذول

وبالتوفيق وللأمام

لك كل تقدير واحترام

أهلا بيك

محبوب

مشكوور على مرورك الغالى .

لك أطيب وأرق تحياتى..

بارك الله فيك..

samy