حدثني أحد العارفين بأسرار النجوم بأنه وما إن تسقط دمعة حزن من عين عاشق على فراق حبيب ، إلا وتوالد في مكان ما من هذا الكون الشاسع نجم يحمل إسم ذلك العاشق ، سرعان ما يبدأ بإرسال شعاعه صوب المكان الذي سقطت عليه الدمعة .
إلا أن العارف بأسرار النجوم أخبرني كذلك ، بأنه وحتى يصل شعاع النجم الوليد إلى كوكبنا كي نراه فإن الأمر قد يستغرق عشرات ، وأحياناً مئات السنين .
لا أدري كم من النجوم تحمل إسمي في هذا الكون فأنا بكيت فراقك كثيراً ......... يا حبيبة .
ربما لن أرى نجماً من نجومي في هذه الحياة لأن عمر الإنسان قصير ولكني ومنذ اللحظة التي سمعت فيها كلام العارف بإسرار النجوم وأنا أنظر كل ليلة إلى صفحة السماء لأتأمل نجوم من سبقوني إلى البكاء من العاشقين .
حبيبتي ، لكم هي غريبة هذه الدنيا ، فكيفما كنا ومهما وصلنا وأينما حللنا فيها ، فنحن عليها وكأنما نكون لكي لا نكون .
إذن حبيبتي ، لماذا الحزن ، لماذا الهموم ؟
هل تساءلت يوماً عن أسرار السحاب وأسرار الغيوم وكم من غمامة عبرت من فوق أرض جرداء دون أن تلقي بغيثها إليها ، بل مضت لتلقي به في مكان غير معلوم .
هل تساءلت لماذا لا يقتل الأفعى ما بها من سموم ؟
هل تساءلت لماذا الحزن يبقى فيما الفرحة لا تدوم ؟؟
حبيبتي ، هل تعرفين إلى أي مكان في هذا الكون تذهب لتستقر أحاسيسنا ، مشاعرنا ، بكائنا ، صرخاتنا ، حزننا ، ضحكاتنا ، همساتنا ، ليلنا ، نهارنا ، عبير أزهارنا ، نسمات عليلنا ، أنت وأنا وحبنا المشؤوم ؟
حبيبتي ، لا تحزني كثيراً على لحظات وداعنا ولا تسألي عن أسباب فراقنا ولا لماذا لم تجمعنا أقدارنا ... إنها أسرار النجوم .